تابعت خلال الفترة الماضية كما تابع الدارسون والباحثون والمحبون والمتربصون -علي حد سواء - ما يدور في وسائل الإعلام من حديث حول انتخابات في مكتب إرشاد جماعتنا المباركة التي نحبها ونقدرها ونفديها بأعز ما نملك لأنها تمثل أغلي جزء في حياتنا ومحور تدور حوله خطانا وأساس ننطلق منه في تحقيق رسالتنا بالدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة.ولا شك أن تفاوت الروايات وارتفاع الأصوات المنادية بمعرفة حقيقة ما دار يحتاج منا إلي وقفة مع الحدث
فمنذ نزول الإخوان للشارع في مظاهرات التعديل الدستوري صيف 2005 ثم ما تلاها من الفوز الكبير بخمس مقاعد البرلمان فقد دخل الإخوان علي المستوي الشعبي والرسمي مرحلة جديدة لها تبعات ضخمة أذكر منها سريعا:
- تحمل عبئ قيادة الجماهير للمطالبة بالاصلاح والتغيير
- إدارة خطوة إعلان الهوية الإخوانية بشكل غير مسبو ق وبعد مدة زادت عن نصف قرن
- تحمل ضغط النظام وأجهزته الأمنية والإعلامية لفرض تراجع عن المكتسبات التي تم تحقيقها
- التعامل مع المجتمع الدولي ودراساته وتساؤلاته حول مستقبل الحركة الإسلامية في المنطقة وتعاملها مع المتغيرات والملفات الحساسة واحتمال انتشار التجربة وتعميمها في الدول العربية وبالتالي مستقبل النظام العربي بشكل عام
- تأهيل الصف الإخواني نفسيا ومهاريا للتعامل مع المستجدات وخاصة الانفتاح والتعامل مع الآخر
وبالتالي فأنا أعتبر ما حدث خلال الفترة الممتدة من 2005 وحتي الآن هو حراك طبيعي في المجتمع المصري وبالتبعية في الصف الإخواني الذي يمثل عنصر أساسي في التعامل مع الملفات المصرية
انتخابات الهيئات القيادية في جماعة الإخوان المسلمين
من المعروف والمتداول إعلاميا أن آخر انتخابات شهدتها الهيئات القيادية بالإخوان كانت عام 1995 والتي سببت حرجا وارتباكا شديدا لدي النظام المصري الرافض لإظهار الجماعة بالمظهر الديمقراطي الحضاري القائم علي تداول المسئولية وإدارة شئون الجماعة بقوة شرعية نابعة من عمق التنظيم والتي تلتها المحاكمات العسكرية الأكبر في ذات العام والتي طالت 84 من قيادات الجماعة من مجلس الشوري ومكتب الإرشاد وبالتالي خلفت هذه الإنتخابات حسابات داخلية وشعور بالقلق من ردة فعل النظام دوما تجاه أية انتخابات قادمة
ولما كان العام 2005 نجح الإخوان في إجراء الانتخابات الداخلية من أدني مستوي إداري محلي ووصولا لمجلس الشوري العام للجماعة وبقيت انتخابات المكتب وهو الهيئة التنفيذية العليا للجماعة والتي يناط به تسيير حركة الجماعة وتحمل مسئولية الجماعة والمحاسبة من مجلس الشوري الذي انتخب هذا المكتب
وأحسب أن الرغبة في استكمال الانتخابات لتشكيل مكتب جديد ظلت قائمة ولكن حال دونها الضغط الأمني والمحاكمات العسكرية الاستثنائية في ديسمبر 2006 وشبح عواقب الانتخابات السابقة في 1995
وتلاقت رغبة القيادة مع الصف الإخواني وكذا بعض الأصوات العاقلة من النخب والباحثين وتمت انتخابات جزئية لاستكمال ودعم المكتب القائم بالفعل
وهذه بعض الأسئلة وأجوبتها والتي دارت بداخلي حول الانتخابات الداخلية للجماعةإنتخابات مكتب الإرشاد
س و ج ؟؟؟؟؟
هل تمت بالفعل انتخابا ت في مكتب الإرشاد؟نعم تمت
وكيف علمت؟من
شبه تصريح صحفي للدكتور محمد حبيب ومن دلالات
مقال للدكتور محمود غزلان ومن إقرار للنائب أ حسين إبراهيم في حوار علي الجزيرة مباشر ثم من حوار مباشر مع أحد الذين شاركوا في الانتخابات
وهل هذا أسلوب صحيح للإعلان عن انتخابات أعلي هيئة تنفيذية لأكبر فصيل معارض في مصر وله 86 نائب بالبرلمان؟ بالقطع لا فالصورة للباحثين والمراقبين ضبابية ولا يوجد تصريح رسمي من الجماعة خاصة بعد أن تناثرت معلومات هنا وهناك
وهل هذه خطوة إعلامية مدروسة؟ ولماذا؟في تقديري لاوقد شاب الأمر نوع من التردد والتوتر الاعلامي نتيجة تسريبات غير مسئولة أحسبها داخلية - وتحتاج محاسبة - وبالتالي وضع الإعلام صورا وآليات شتي ومنحت الجماعة المتربصين بها فرصة للتشكيك في مصداقية وشفافية الانتخابات & كما أن رفض الحديث عن الانتخابات واعتباره أمر داخلي لا يناسب الواقع الذي نعيشه وقد كان الأنسب في وجهة نظري أن نؤكد إجراءها مع الاحتفاظ بالوقت والتفاصيل لحين اللحظة التي نراها مناسبة لا أن ينفي البعض معرفته أو يكذب البعض روايات قد تكون مشوهه أو ناقصة دون التعرض للحدث نفسه وهو ما أجمع عليه ثلة من الباحثين من أمثال د. رفيق حبيب ود ضياء رشوان وأوافقهم علي الطرح ( الإعلان في الوقت المناسب وبالكيف والحجم الذي تقدره الجماعة )
أما لماذا فلحالة الضعف الإعلامي التي باتت واضحة لدي المؤسسة والتي تحتاج إلي هيئة استشارية فنية متخصصة تدرس وتقدم الاستشارة وتحدد لغة الخطاب والطرح المناسب ثم تنافح من أجل إحداث القناعة به والنجاح له في إطار الانضباط التنظيمي والحب في الله والاحترام للمؤسسة قبل الإحترافية في الأداء
وما تأثير هذه الانتخابات علي الصف الإخواني؟
أرجو أن تكون خطوة مباركة في الإتجاه الصحيح وتكون بداية دعم لكثير من ملفات الدعم التي تنتظر من يحملها وتفسح المجال لمزيد من القيادات لتحمل المسئولية في المستويات المختلفة كما أرجو أن تكون الصورة قد وضحت للجميع عبر المسارات الداخلية للجماعة
وما رأيك فيمن حظوا بعضوية المكتب؟
نحن تربينا علي أن المسئولية في الجماعة تكليف وابتلاء وليس تشريف ومناصب ورفاهية وخير دليل علي هذا ما تعانيه القيادة من سجن وتغييب ومصادرة ومنع من السفر ومراقبة لصيقة لأدق الخصوصيات والعمل تحت جو ضاغط وتهديد مستمر
أما بالنسبة للإخوة الذين زادت مسئولياتهم فكان الله في عونهم ونسأل الله لهم التوفيق والسداد وأن يكونوا أهلا لثقة إخوانهم وننتظر منهم أن يكونوا علي قدر المسئولية ويقفوا علي قدم وساق بجوار إخوانهم الكبار دعما ونصحا ونقاشا جادا ووصولا لأفضل السبل لإدارة العمل بالجماعة
وما تفسيرك لغياب أسماء لها تاريخ ووجود مثل د العريان؟الحقيقة أنا سعيد
لتصريحات الدكتور عصام التي تتميز بالانضباط والتجرد والربانية لأن القضية بالنسبة له ولغيره واضحة ومن يريد أن يعطي ويؤدي لا ينتظر المسمي ولكن ينطلق في العمل و د عصام عهدناه نشطا صاحب رأي وجهد ولا أحسب أنه يتاثر بهذه الزوبعات الإعلامية التي تريد أن تنال من جهده وحضوره الدائم علي الساحة السياسية
وما سر الحملة الإعلامية المضادة ؟بالطبع هي جزء من المخطط القديم الجديد الذي يهدف للنيل من الجماعة ومصداقينها وشعبيتها باظهارها أنها غير ديمقراطية أو يشوب أداءها ما يجري في الأحزاب السياسية من نزاعات وتنافس غير شريف
ولكن المحزن هو جبن وضعف من يروجون بل ويخططون لهذه الحملات سواء من الأجهزة الأمنية التي اعتادت ذلك أو من المفصولين أو البعيدين عن الصف الإخواني والذين لا يتمتعون بأخلاق الفرسان فبدلا من انشغالهم بالبناء في الطريق الذي اختاروه يحاولون صناعة شهرة مزيفة علي أنقاض وأوهام أحداث في عقليات مريضة
وماذا عما يردده البعض من عدم شفافية الانتخابات؟
نحن نثق في قيادتنا وفي سلامة الإجراءات التي اتخذت والنتائج التي آلت إليها وهو جزء من مكوننا التربوي ويصعب اهتزازه برغم حالة الكتمان التي تلف الأمر ونقدر حرص البعض علي عدم الإعلان عن الأحداث للظروف الأمنية ولا يمنع أن نتحفظ أو نختلف مع الأمر
وأتفق مع من نادوا بأن من لديه دليل فليخرجه وأحسب أن الهدف هو محاولة لفت النظر عن الخطوة ذاتها بالتشكيك حولها
وما مستقبل العلاقة بين تياري الصقور والحمائم أو المحافظين والاصلاحيين داخل الصف الإخواني؟الإخوان جماعة واحدة وصف واحد ومستقبل واحد ولكن هناك طبائع وثقافات وملكات مختلفة مفادها التنوع وليس الإختلاف
ثقافة الإخوان لا تعرف المسميات الحزبية مثل الصقور والحمائم والاصلاحيين والمحافظين ولأكون أكثر وضوحا في هذا الأمر
في حوار لي منذ شهور مع د عبد المنعم ابو الفتوح -عضو مكتب الارشاد والملقب بزعيم التيار الإصلاحي- كما يحلو للإعلام تسميته وعلي مدار وقت طويل نقل لي استيائه الشديد من التسميات ونفي ما يصوره الإعلام من أكاذيب وإن لم ينف وجود اختلافات في وجها ت النظر حول بعض القضايا لكنها لا تفسد روح الحب والأخوة & وبالمثل كان لي حوارات مماثلة مع العديد من القيادات الإخوانية والتي أاكدت علي نفس المعني
فأين المشكلة إذا إلا في عقول أصحابها ؟ وما العيب في أن يكون للبعض آراؤه ويطرحها ويدافع عنها ولكنه في النهاية يمتثل لرأي الأعلبية ويواصل السير علي ذات الطريق؟؟؟
وأخيرا أرجو أن تمر جماعتنا بسلام وقوة ونمو في هذه المرحلة وأن يعي الشباب في الصف الإخواني المطلوب منه بعيدا عن ترويجا ت الصحافة ومخططات الأنظمة