عام علي رحيل الحيوان
مصطفي مشهور ..فقيه الدعوه
رسالة إلى (المدونين ) تلامذة البنا
إلى تلامذة البنا
وكلنا تلامذة البنا وإمتداد لدعوة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
وحين أوجه حديث القلب إلى إخوانى حبات القلوب الذين تهفوا إليهم نفسى واعيش معهم وبهم فى كل أوقاتى ولا أكون مبالغا إن قلت أنهم باتوا يعيشون معى فى خيالاتى وأحلامى-أستشعر أنى أخاطب نفسى الحاضرة معهم
أما عن سبب هذه الرساله فهو
وخوفى العظيم عليهم فى هذه المرحله الحرجه من عمر الدعوه وعمر الطريق الذى سلكناه عن حب وإقتناع
ولماذا الحديث للنشطين دون سواهم من الإخوه وكلهم كرام ؟
لأنهم :
· الأكثر قدره على تنشيط العمل وتفعيل مساراته
· الأكثر تواجدا على ساحة العمل العام تأثيرا فيه وتأثرا به
· الأكثر تعرضا للخطوره (الإعلاميه&التربويه&الأمنيه
· الأكثر حاجة إلى فهم قضايا الدعوه ومواقفها وحملها للخارج
فيا تلامذة البنا
إنما مبعث الخوف هو ما أراه يحاك بنا وبدعوتنا من عدو خارجى لا يريد أن تنجح فكرتنا أو تتقدم أمتنا وبالتالى فقد اعلن الحرب علينا بشتى صورها مستخدما فى ذلك كل آلياته ومن ابرزها أذنابه من الأنظمه الديكتاتوريه الحاكمه بأجهزتها الإعلاميه والأمنيه وغيرها....
وأنا هنا أقر حقيقة ولا أهرب إلى نظرية المؤامره التى يحلو للبعض تضخيمها أو تهوينها وأحيانا تجاهلها&فبرغم ما لدينا من مشكلات شخصيه ودعويه إلا أنها يسيرة الحل فى بيئه صحيه&وقابله للتزايد فى ظل التشويه والضغط والمؤامرات الدائره
بين يدى الأحداث
كثرت فى الأونه الأخيره مشاركات الشباب فى ساحة العمل العام بفضل التقنيات والمسارات الحديثه التى حفزت وسهلت وصول الأصوات الشابه وتعاليها وسط صخب المتغيرات العالميه والمحليه والتى تدعو الجميع للتفاعل معها ،فرأينا الشباب من خلال شبكة الإنترنت فى المواقع،المنتديات،المدونات&رأيناهم فى الفضائيات ومن خلال الصحف وكنا نحن شباب الإخوان بفضل الله فى مقدمة هؤلاء دوما بفضل تربيتنا على الايجابية ووجوب المشاركة الفاعلة
ووصلت فكرتنا وقضايانا إلي قطاع عريض ومتنوع من البشر وبلغات وأنماط شتي ما كان لها أن تصله لولا توفيق الله لنا ببذل هذا الجهد وهذا مما أسعدنا كثيرا.
في ذات الوقت لمسنا البعض يكتب أو يحاور منفعلا أو متأثرا برأي ما أو موقف ما – وأنا منهم- وينشر رد فعله ثم يدافع عنه وأحيانا يتجاوز البعض ويحسب أنه في معركة مصيرية لانتصار رأيه & لذا قلت لو وقفنا وقفة متأنية نقرأ الأحداث و نحلل ونتناصح ونتعاهد فيها على تقويم المسير لأن المنتظر منا معشر الشباب كثير ومتنوع ويحتاج إلي أن نكون علي بينة ووضوح من أمرنا & وأنا هنا كما أخاطب نفسي في مجتمع الشباب فقد سبقت هذا بمخاطبة اساتذتي وقيادتي من قبيل النصح والدعم ويمكن أن يسترشد في ذلك ب :
الإخوان والتدوين http://abdelatti.blogspot.com/2007/10/blog-post_11.html
&أجيال الإخوان http://abdelatti.blogspot.com/2007/10/blog-post_21.html
وقفة مع المدونات والمدونين
من أبرز الوسائل التعبيرية وأكثرها شهرة اليوم هي المدونات وهي تتميز بأنها فضاء رحب وسريع وتفاعلي ولا قيود عليه إلا ضمير المدون وثقافته ومنطلقاته وبالتالي لاقت رواجا بين شباب الدعوة أكثر مما لاقاه العديد من الوسائل الأخري وبدأ الشباب في تفعيل دورهم والتواصل مع العالم الخارجي فوجدنا من يكتب الشعر ومن يصمم الصور ومن يحلل السياسة ومن يدافع عن حقوق الإنسان ومن ينشر الأناشيد والفعاليات المسجلة ومن
ورغم كل هذا التنوع والنجاحات الملموسة في وصول الخطاب الإخواني الشبابي والمواهب الصاعدة وإبراز قضايا الحريات ووجوب التغيير السياسي في المجتمع المصري بل وتعدي ذلك للساحة العربية – بمشاركة كل قوي الإصلاح في الوطن – إلا أن من استحوذ علي النصيب الأكبر من الاهتمام إيجابا وسلبا كان هؤلاء الذين تحدثوا عن الداخل الإخواني وخاصة من أطلقوا شعارات التغيير والاصلاح والتمرد وإلقاء الأحجارلتحريك المياه والأمواج ونقد الذات وذلك لأن كل المحيطين لم يعتادوا ذلك النوع من الحديث ولا هذه المفردات & فقبل الانفتاح الإعلامي لم يكن غير الإخوان يعلم عن الأمور الداخلية للدعوة إلا بعض الأدبيات والرموز التاريخية وفكرة عامة عن الدعوة أنها قائمة علي السمع والطاعة والانضباط الشديد لأفرادها والنشاط الموسمي في الانتخابات المختلفة والتواجد الواسع في بعض الميادين والملاحقات الأمنية المستمرة للقيادات والأفراد والمؤسسات
وأيضا الصف الإخواني كان لا يعرف غير البريد الصاعد والهابط من وإلي القيادة بمستوياتها عبر الأسر والمؤسسات الداخلية بضوابطها ومداها الزمني الطويل نسبيا
فاستيقظ الجميع علي لون مختلف من الحوار العلني والرؤي النقدية و كان أغلبه إيجابيا من وجهة نظري في سرعة وصول الآراء المختلفة والشجاعة والأدب غالبا في طرح الأفكار وإظهار الالتزام الدعوي والتنظيمي ومد جسور التواصل مع عدد من الباحثين والمحللين والتيارات الأخري &والبعض منه كان سلبيا وحتي هذا السلبي كثيرا منه تم الاعتذار عنه أو إعادة توضيحه
أما ما يؤخذ علي شباب المدونين الذين تبنوا هذا اللون من الحوار الآتي :
1. استخدامهم لمفردات تناسب الحزبيين والإعلاميين أكثر منها تناسب الصف الإخواني في حديثهم الموجه له فمثلا تم توجيه الكلام بصيغة النقد لا النصح & وطلب البعض بالاصلاح والتغيير بدلا من التقويم والتطوير & ونادي البعض بالفصل بين الدعوي والسياسي بدلا من احترام التخصص والمؤسسية داخل منظومة العمل الإخواني وهكذا وربما يكون هذا للتأثر بالمحيط أو لجذب القارئ للاستماع لوجهة النظر
2. خوض بعضهم لمناقشة بعض المشكلات الفردية بأسلوب التعميم & فمثلا عندما يواجه أحدهم موقفا سلبيا من مسئول تربوي أو إداري فلا يصح أن يسحب الأمر علي منظومة العمل التربوي والمناهج والمتابعة مما يعكس صورة سلبية عامة
3. شخصنة البعض لكثير من الآراء والقضايا والمواقف بنسبها إلي فلان أو إلي جيل ما رغم أنك لو حدثت المنسوب إليه الأمر لوجدت الأمر مختلف رؤية &تعصبا ؟
4. إفراد مدونات بذاتها لهذا الغرض مما أعطي انطباعا لدي البعض بأن هناك تيار أو جيل يريد أن يؤسس لمرحلة جديدة وبرؤية خاطئة وخطوات متسرعة وقد يضر ذلك به وبالدعوة كلها مما جعل البعض يظهر قلقا أو استنكارا للوسيلة ككل ويتعامل معها ومع نشطائها بنوع من التحسس
أما من هم خارج الإخوان فكل قد وجد مبتغاه في هذه الكتابات الشابة الجديدة :
· فالباحثين والنشطين السياسيين المحترمين وجدوها دليلا علي حيوية الجماعة وتجددها ووجود مساحات للحراك الداخلي وتجربة محمودة للإخوان بأن سمحوا لأفرادهم بهذا وهو موقف الغربيين خاصة والمهتمين بشأن دراسة الحركات الإسلامية وبالتالي بادروا بمد الجسور وتكوين العلاقات لإثراء أبحاثهم بمزيد من التعرف علي لون من الداخل الإخواني
· والمتربصين السياسيين بالاخوان وبمساعدة أجهزتهم الأمنية والسياسية والاعلامية وجدوها فرصة سانحة لالتقاط الخيط والنفخ في النار والحديث عن الانشقاقا ت والتمرد ورأوا أنهم ربما ينجحوا في اشغال الجماعة داخليا وإرباكها علي الساحة لمزيد من تحقيق مخططهم & ولكن التجربة تقول عكس ذلك فلا الإخوان بهذه السطحية ولا الشباب هذا مستهدفه & ولا المنصفين يرون ذلك حادثا بإذن الله
أما عن أبرز المظاهر السلبية العامة للنشاط الاعلامي الشبابي مؤخرا كما رصدتها كانت:
1. عدم إكتشاف بعض الشباب لذاته وقدراته وبالتالى انطلق يشارك هنا وهناك دون أن يحدد أولوياته أو شكل عطائه فأهدر كثيرا من وقته وجهده فى غير المفيد
2. قلة الثقافه العامه لدى البعض مما جعل ركيزتهم هى مختصرات الأخبار أو النقل عن بعض المصادر الإعلاميه غير الموثوق بها أو إجتزاء فهم الموضوعات مما أدى إلى ضعف الرؤيه
3. عدم إلتزام البعض بآداب الحوار سواء داخليا أو خارجيا،أى سواء كان الحوار مع أقرانه أو أساتذته فى الصف الإخوانى أو كان الحوار مع أو عن الآخر خارج الصف الإخوانى فرأينا من يضيق صدره بمن يخالفه الرأى ومن يتهم النوايا ويشكلك فى المقاصد،ومن يهاجم دون تبين أو من يدافع دون إستماع أو تفهم ،ومن يجرح الأشخاص وينعتهم بأوصاف صعبه ومن يسفه الآراء ومن...ومن....وكله لا يصح حتى مع من يخالفنا الوجهه ناهيك أن يكون منا
4. إنزلق البعض فى كتاباته وحواراته إلى ( نحن وأنتم ) حتى تخيل البعض أننا سنتحول إلى المحافظين والديموقراطيين أو إلى الصقور والحمائم؟؟!!
5. إنحرفت بوصلة البعض فبات جل همه أن يتحدث إلى نفسه أو عن نفسه (الدعوه) دون التطرق إلى الرؤيه الشامله وبالتالى تحولت كل السهام سواء الأعداء او الأنصار وبعض الأصحاب إلى داخل الصف وتركت الزود عن الحمى ورد الهجوم الخارجى أو على الأقل لم تتوازن فى التعامل بينهم دون تقدير للظرف الحادث في ظل متغيرات داخل الصف وخارجه
6. لم يحسن البعض إختيار العناوين أو الموضوعات أو وسيلة ومكان وزمان طرح الموضوع فبتنا نرى آراء جيده تحرف عبر وسائل مشبوهه أو منابر متحامله فتشوه مضمون الرساله وتستعدى البعض عليها،وآراء أخرى ركيكه تدق لها الطبول وترفع الزينات لغرض غير غائب عنا فى إطار الحمله المسعوره علينا
ومن وجهة نظرى أن هناك مجموعة من الأسباب أدت إلى ذلك منها:
1. قصور فى تربية النخبة والقيادات الشابة بحيث لا تسير التنمية الفكرية والدعوية والحركية بمعدل متوازن وخطى تناسب فى معدلها السرعة الفائقة للانفتاح العام الموجود.
2. إنشغال معظم القيادات الوسيطه المحتكه بالشباب والقائمه على تربيته بالعمل التنظيمى مما أفقدها القدره على تفهم إحتياجاته وعلاج أمراضه وتوظيف طاقاته...
3. الطبيعه التفاعلية والحماسية للشباب والتى تناسب تماما الوسائل الحديثة كالمدونات والتعليقات وحوارات القنوات ومظاهرات الميادين والنقابات &فى ذات الوقت حدث تراجع أو توقف لبعض مسارات التربية الجماهيرية الداخلية مثل المؤتمرات والمخيمات والندوات والمسابقات فبات الشباب ينفق جل وقته في هذه الساحات التفاعلية
4. إندفاع العديد من الشباب لخوض غمار العمل العام دون التحصن بالأخلاق المتكامله والأفكار المتوازنه والرؤى الواضحه وتزامن ذلك مع تنامى فى إعلان الإخوان عن هويتهم للمجتمع وبالتالى رفع الجميع الرايه وصنع من نفسه رمزا وحاميا لحمى الدعوه ومعبرا عنها وقد يكون ضارا بها بأفعاله وأرائه أحيانا وفي ساحة العمل العمل يصعب التمايز طبقا لمستوي الفهم والتربية ولكن يكون الحاكم القدرة علي الأداء والنشاط والتأثير
5. إستخدام بعض وسائل الإعلام والأجهزه التي تشكل الرأي العام وتوجهه لموضوعات الإثاره والتسويق لشغل الرأي العام عن قضايا هامه أو التمهيد لأهداف خاصة & وهم يرون الإخوان ماده خصبه لذلك ويجيدون فتح المساحات المحسوبه لبعضهم وتوظيف كلام وطاقات البعض الآخر
وأخيرا يا تلامذة البنا لننطلق نحو العلاج وهذه بعض مرتكزاته :
1. وقفه جاده لكل منا مع نفسه تتسم بالصدق والشجاعه،يقيس فيها مدى القرب والبعد عن المنهج والأخلاق الصحيحه للدعوه ويشخص الداء ويصف الدواء لنفسه أو بمعاونة من يثق فيهم (كل امرئ بما كسب رهين)
2. تنقية السرائر ونزع الضغائن والتسامح مع المحبين والمخالطين بل والمخالفين وتذكر أننا ننطلق من قاعدة الحب فى الله فى سباق نحو الجنان
3. أن نبادر نحن المدونون بعمل ميثاق شرف إعلامى داخلى يجمع بين أصول التعامل مع الوسيله وتشجيع المبادرات وإنطلاقا من أخلاق الإسلام
4. أن يزيد الشباب من إحتكاكه بالعلماء والمشايخ والمربين والمتخصصين بنية التعلم والتبصر وإستيضاح المواقف قبل الحكم عليها والتعامل معها
5. أن تركز الجماعه على برامج تربية وتأهيل الشباب وحسن إستيعابهم وأن تتعامل مع الأفكار والأطروحات الجديدة بمزيد من الحوار والتفاعل وأن ترحب بكل فكرة أو نصح بغض النظر عن لغتها أو قائلها ومكانها من منطلق ( الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق الناس بها )
فإلي العمل الجاد الدؤوب في ميادين الدعوة الرحبة
تبني سواعدنا بتوجيهات جماعتنا
صفا واحدا متراصا منضبطا منطلقا مبدعا &
شعاره:
الله غايتنا
والرسول زعيمنا
والقرآن دستورنا
والجهاد سبيلنا
والموت في سبيل الله أسمي أمانينا