عفوا شيخنا القرضاوى
عفوا شيخنا القرضاوى
إلى فضيلة العلامه د.يوسف القرضاوى
طالعنا نحن أبناؤك وتلاميذك ما أدليت به من تصريحات لصحيفة الشروق المصريه السبت 24-10=2009 وتم نشره بموقعكم تحت باب أخبار القرضاوى بشأن الخلاف الأخير الذى تحدثت عنه وسائل الإعلام داخل جماعة الإخوان وقيادتها...وللوهله الأولى لم أصدق أن هذا الكلام المنسوب لفضيلتكم صحيحا أو دقيقا لما يحمل من حده وتحامل لم نعهده على تصريحاتكم وكتاباتكم ولو بحق من ينتهكون حرمات الأمة ويفرطون في مقدساتها & فكان أن إتصلت بمكتبكم فأكد لى صحة ما نشر ثم كان النشر بموقعكم ...وقد غالبت نفسى فى أن أكتب هذا التعليق عل تصريحكم لما أحمله لفضيلتكم من حب وفضل لا ينكره إلا جاحد ولكنى أجد من واجبى أن أعلق وأوضح بعض الآراء التى ترى خلاف ما ذكرتم خاصة وأنها بحق إخوانك الذين أرى مكانتكم لديهم ستمنعهم من التعليق على ما قلتم.
فضيلة الدكتور إن قولكم:
" أن عدم تصعيد العريان "خيانة للدعوة والجماعة والأمة كلها".
ورأى أن مثل هذا الاستبعاد "لن يبقي بالجماعة إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع".
" فمن قال إن عدم إنتخاب الأخ الكريم د.عصام العريان - حفظه الله - وتصعيده لعضوية مكتب الإرشاد سواء فى إنتخابات 1995 أو الإنتخابات التكميليه 2008
يعد إبعادا ؟؟؟ وكيف يكون مبعدا وهو عضو في مجلس الشوري العام للجماعة ومسئولا عن القسم السياسي بها ؟؟ أليس قولكم وكتاباتكم وما إستقر عليه معظم العلماء ان الشورى هى مبدأ إسلامى أصيل وهى الأساس فى إتخاذ القرارات وأن جماعة الإخوان تعتمدها مبدأ ملزما لها فى كل المستويات والقرارات؟؟؟ أم أن الشورى عندما لا تأتى بما لا يراه البعض تعد إبعادا ؟؟
وما وجه الخيانه فى ذلك؟؟ وهل يتناسب موقف الإنتخاب أو تفسير اللائحه أو الخلاف في الرأي مع فضيلة المرشد على الوجه الذى رأته الأغلبيه أن تطلق فضيلتكم عليها أنها خيانه؟؟ فمن الذى خان؟ وأى شيئ خان؟؟ أرى والله أعلم أن هذا الوصف يحتاج منكم إلى مراجعه وتدقيق وأنتم أهل الشرع واللغه
شيخنا الكريم
لا شك أن وجود عناصر نابهه مخلصه فاعله مثل د.العريان - نحسبه كذلك ولا نزكى على الله أحدا- فى أى مجلس أو تجمع بشرى يعتبر عنصر قوة وتأثير لما له من خبرات وقدرات يشهد بها الجميع ولكن ليس معنى الحضور الوحيد أن يكون عضوا بالهيئه التنفيذيه للجماعه"مكتب الإرشاد"رغم أهميته وحساسيته ورمزيته للإخوان وللمراقبين فالدكتور العريان على رأس القسم السياسي وهو من أنشط الأقسام وأكثرها تفاعلا ونتاجا مع العمل اليومى المجتمعى المحلى والعالمى وهو حاضر يوميا بين إخوانه فى المكتب وحاضر عن الإخوان فى كل وسائل الإعلام فأين الإبعاد وأين الخسا ره ؟ وهل كل من يبرز من الإخوان – وما أكثرهم – لابد أن يكون علي قمة الهرم التنظيمي ليعتبر أنه مقدر من الجماعة أو من إخوانه؟؟
فكم من الفضلاء والعلماء في شتي المجالات علي مر تاريخ الجماعة وفي مقدمتهم فضيلتكم تزخر بهم صفوف الجماعة حتي أنا كنا نستح عندما نراهم بين صفوف العامة من أبناء الصف ولم يشعرنا أحد بغضاضة أو بظلم أو تطلع لمنصب وانطلق كل يؤدي دوره كما بايع الله عليه دون الالتفات إلي أنه منصب تنفيذي من غيره وفي أي درجات التنظيم هو ولعل هذا المعني هو نفس ما عبر عنه د. عصام صراحة في مقاله الأخير والذي لاقي استحسانا وثناء من أبناء الصف المتابعين.
ثم من قال أن أحباب العريان من إخوانه ورفقائه فى مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى أو غيرهم من القيادات هم "النطيحة والمترديه وما أكل السبع"...الحقيقه أرى أن هذا الوصف يصعب أن يطلق من عالم في مكانتكم وعلمكم ولا يليق بأناس عاديين فما بالنا بمن ارتضى أن يتحمل التبعه والأمانه وعرض نفسه للابتلاءات راضيا بتبعة الطريق ونال مثل ما نال العريان من الأذى وحصل على شهادات وخبرات كالتى حصل عليها وعاش فى الجماعه فترة وأحداثا كالتى عاشها العريان & وأنا هنا لست فى معرض المقارنه والتفضيل بين إخوة كرام أفاضل يجمعهم الحب والأخوه وهم الدعوة قبل أن تجمعهم المجالس والمناصب؟؟
وإن هذا الوصف – إن صحت دقة نقله عنكم – ليفتح باب التجاوزات الأخلاقية والدعوية في حق القيادات والرموز والعلماء دون استثناء وهو ما لم ننشأ عليه ولا نحبه ولا نقدر علي تجاوزه مهما بلغ الخلاف في الرأي.
فضيلة الدكتور القرضاوى:
إن استغرابكم من : وكيف يُرفض، ولا يؤخذ برأي المرشد عندما يصر على تصعيده؟"
لهو محل تساؤل لجموع أبناء الصحوة الذين تربوا علي أنه لا معصوم إلا النبي محمد صلي الله عليه وسلم & فما العيب فى أن يراجع الإبن والده والأخ أخاه طالما التزم أسلوب الأدب وأخلاق الإسلام وعبر فى حريه عما يراه صوابا كما فعل الصحابه مع نبيهم صلى الله عليه وسلم فيما هوحياتى ودنيوى وبعيدا عن أمر الوحى في بدر والأحزاب والحديبية وغيرها & صحيح أن للمرشد فضله وسبقه ورمزيته وإحترامه وعزيز على أى أخ أن يغضبه أو يخالفه لكن أنتم من ربيتمونا وعلمتمونا على التعبير عما نراه حقا وأن ننزل على أمر الشورى وأن نعيش جنودا قبل أن نكون قادة & ولماذا نفسر مخالفة رأى والدنا المرشد أثناء نقاش الأصل فيه الإختلاف والتنوع لأن صاحب القرارهو المكتب وليس فضيلة المرشد منفردا كما أفهم- وإلا لكان واجب الجميع أن يستجيب وينفذ القرار- على أنه أمر شائن ومستهجن رغم أنه مثل ساطع وتاريخى على روح الشورى واحترام المؤسسيه وجندية القائد وتجرده حتى وإن خالف الأمر رأيه وأغضبه
سيدى الشيخ إن كل ما ذكرت عن أستاذنا الدكتور عصام العريان من علم ودراسات شرعيه وحقوقيه وسياسيه لهو حق لكن أرى فضيلتكم قد عبرت عنه بصيغ المفاضله المطلقه مثل:"أفقه – أفهمهم - أكثر من إبتلى " وأظن أن سيادتكم لو كنت قريبا لكثير من أعضاء المكتب وتعرفت علي الأجيال الحالية من عموم القيادات لكان الأمر مختلفا فالجميع قد تربي في مدرسة الإسلام علي نهج البنا وطريقه وارتضي أن يحمل الأمانة ويسلمها لمن بعده بيضاء نقية ولكن ربما يكون عزاؤنا أن حضرتك لا تعرف أغلب أعضاء المكتب عن قرب لا مؤهلاتهم ولا تاريخهم الدعوى ولا عطائهم الحركى ولا الأسباب التى دفعت أهل الشورى فى الجماعه لإنتخابهم لتمثيلهم فى قيادة الجماعه فمعظمهم أساتذة فى الجامعه وأغلبهم حاصلون على شهادات عليا "طب وهندسه وعلوم وفروع أخري"وكلهم تدرج فى العمل الدعوى والتنظيمى لما يزيد عن ثلاثين عاما مرافقين للدكتور العريان فى مسيرته ومتكاملين فيما بينهم في حمل التبعة وبالتالى الكل شريك فى العمل والمسئوليه والإبتلاء ولا مجال للتفضيل وهذا أمر لم نترب عليه ولعل في تعليق الدكتور العريان نفسه علي الأحداث في مقاله الراق المنشور مؤخرا ما يدل علي هذه الروح وهذا الخلق رغم أنه أكثر المضارين شخصيا من هذا الجدل الذي ثار ورغم ذلك فقد كان حليما في تعامله معه .
ثم يأتى إستنكاركم ومن بعده طلبكم بأن تستبدل الجماعه العاجزين:
وتساءل: "هل يجوز أن نبقي على العاجز؟.. هذه مصيبة"، مضيفا: "أرجو أن تستبدلهم الجماعة إن كان لها شيء من الحياة والوعي".
وأحسب أنكم تقصدون العاجزين عن أداء أدوارهم أيا كانت الأسباب وهو حق في إطار النصح على أن يكون تحديد مقياس العجز صادر عن جهة التكليف والمتابعه والإداره والرقابه بمعنى أنها الجهة العليمه بدواخل الأمور من الخطط والمستهدفات ومعايير النجاح ليمكنها تحديد النجاح من عدمه ويكون لها السلطه على تنفيذ ذلك وإلا لو تحول كل ناصح ومتابع واستشارى إلى صاحب قرار لأصبح الأمر فوضى ولما تحقق معنى التنظيم ولكان أولى به أن يكون داخل الكيان وفى قلب مؤسساته صانعة القرار ليكون له هذا الحق.
سيدى الشيخ إنه لمن حقكم بل وواجبكم مع كل منصف ناصح أمين متخصص أن يتابع الجماعه وأدائها ومواقفها ويشخص الأدواء ويتصور الحلول ويهديها لإخوانه عبر قنواتها التى تثمر فيها وتوضع موضع الدراسة والتنفيذ وله الأجر والشكر فى الدنيا والآخره لا يضيره فى ذلك أخذ بها المعينون أم لا وحسابهم على الله وأحسب ان لفضيلتكم مواقف كثيره سابقه أكبر من أن أعددها أخذ بمعظمها إلا فيما ندر مثل رأيكم فى برنامج الحزب الأخير بجواز تولى المرأه والقبطى لرئاسة الدوله أو موقفكم من آراء الشهيد سيد قطب وهو أمر تناوله الباحثون كثيرا ولكم الفضل والأجر في كل اجتهاداتكم.
وأخيرا أستاذنا العلامة القرضاوي
أرجو أن تقبل كلماتى بصدر رحب وأن تغفر لى أى لفظ ربما أسأت استخدامه فإنما كان تعليقي في نطاق (وذكر) ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضي
إبنكم ومحبكم
أحمد عبد العاطي