مصر.. مهنا - أبوتريكه
منذ فترة وأنا أحاول التدوين ولكن تمنعني عدة أمور أبرزها السفر والانشغال ناهيك عن فتور كتابي ليس له مثيل
ولكن الأحداث خلال اليومين الماضيين أعادتني اليوم للكتابة
تألمت كثيرا لرحيل الكاتب النبيل ذو الخلق الرفيع واللسان العف وشجاعة في الحق
مجدي مهنا ( رحمه الله )
ووجدتني أغالب دموعي رغم أني لم أره في حياتي ولم تربطني به صداقة ولكن ربطني به صدق حديثه وشجاعته النادرة وموضوعيته
كان قلما شريفا نادر التكرار
رحمه الله وعوضنا عنه خير
وألهم أهله ومحبيه وقرائه الصبر والسلوان
ثم كانت الكرة وما أدراك ما هي
إنها معشوقة الجماهير التي كنت أمارسها في الصغر بشكل شبه يومي حتي مرحلة الثانوي حيث قررت الإعتزال الداخلي
ولكن بقيت المتابعة الحثيثة لها حتي مرحلة الجامعة
وبعدها كانت المتابعة المتقطعة
ولكن ومنذ مباراة مصر والسودان وبعد موقف الرمز الوطني البارز الكابتن
محمد أبو تريكه
الذي لخص هموم الأمه وتطلعاتها وأرسل برسالة بسيطة في محتواها عميقة في معناها ربطت المسلمين بل والعالم كله بهذا النجم وهذا الفريق
استعدت ذاكرتي الكروية ورغم أني منشغل شيئا ما إلا أني تفرغت لمتابعة مباريات الفريق القومي المصري ولأول مرة منذ عام 88
وكم أمتعنا هذا الفريق
ومتعتي الحقيقية لم تكن بالأداء المهاري الرجولي فحسب بل كانت بمشاهد السجود الإيمانية المعبرة عن الذل والخضوع والافتقار إلي الخالق النصير
والخلق الرفيع والروح الوثابة للأبطال
التوكل علي الله والدعاء له
التخطيط وبذل الجهد لتحقيق الهدف
حشد المناصرين من كل الدنيا بفضل الله أولا ثم إنذار أبوتريكه المشرف وأخيرا الشعب التواق للنصر والفرحه
الشعب الذي تراكمت أحزانه في العبارات الغارقة والقطارات المحترقة والأموال المنهوبة والبطالة المشئومة
بطولة أفريقيا دروس وعبر
النقاد الرياضيون ومنذ شهور مضت ولشهور قادمة سيتناولون البطولة وأحداثها بالتحليل والنقد
ونحن لابد أن تكون لنا وقفة ولكن ربما تكون مختلفة نستخلص منها الدروس مثل:
- تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك الله في الشدة شعار رفعه أبناء الفريق المصري وما الأخبار التي تواترت عن دعائهم وصلاتهم قراءتهم للقرآن منا ببعيد
- أمتنا أمة واحدة ولأول مرة في حياتي وخاصة في بطولة رياضية أري هذا الإجماع والتأييد لقضية أو مجموعة كما حدث من التفاف الجمهور العربي والإسلامي خلف الفريق المصري فمتي توحدنا قضايا الأمة المصيرية متي يكون لدينا أبو تريكه السياسه وأبو تريكه الإقتصاد وأبو تريكه العسكري؟؟؟
- من جد وجد ومن زرع حصد فلقد أثبت المصريون الساجدون المؤمنون وليس الفراعنه - والعياذ بالله - أنهم قادرون علي اجتياز الصعاب وتحقيق الآمال وإسعاد الناس وهي رسالة أمل وطاقة نور لكل الشباب ألا ييأس وأن يجتهد ويعمل وسيكون النصر حليفه
من الكواليس
فوجئت بكم من التصالات والرسائل من زملاء ومعارف وجيران لم تحدث من قبل في مباراة للكرة خاصة وأن أحد لايعرف تاريخي الكروي القديم ولكن دفعتهم المشاعر إلي ذلك فشكرا للجميع عرب وعجم
- من ألطف الاتصالات التي استقبلتها كانت من مسئول قسم التربية بأحد الأقطار العربية قال لي : مبروك لمصر أبو تريكه نصر غزه فنصره الله
- من تفاعلات البيت عندنا وبعد المباراة قام السيد أبو تريكه الصغير أو يوسف أحمد عبد العاطي برسم علم مصر والجميل أنه لم ينسي همومه الشخصية فعبر عن فرحته بالكأس وذكر مقولة جده الشاطر خيرت مش هنبطل مش هنسيب
ومن فورها تسبيح صنعت علمها في حب مصربينما استعد عمر لحوارات المدرسة والأصدقاء بالرسم والشعر
وهي دي مصر
مصر اللي بنحبها ودايبين في عشقها
مصر الغنية بشعبها ومواقفها.. الضعيفة بحكامها وفسادهم
مصر اللي النهارده بتسدل الستار علي المهزلة العسكرية اللي هأتناولها التدوينة القادمة إن شاء الله
جزاك الله خيرا دكتور
حدثين هامين
القاسم المشترك بينهما بطلي الحدث
الاعلامي البارز مجدي مهنا الذي اجمع علي دماثه خلقه وقلمه الجرئ الجميع
وابو تريكه الموهوب المصري صاحب الخلق الرفيع والمشاعر الايمانية الفياضة
أبو تريكة ..
داعية بالنموذج .. أو نموذج لداعية
عود احمد للتدوين يا دكتور
شغلتنا بسلسلة العمل الطلابى ثم تركتنا على شوق..
اعانكم الله على أعمالكم وسفركم
وبالفعل أثر فينا جميعا وفاة مجدى هنا برغم أننا لم نعرفه سوى من كتاباته وبرنامجه التليفزيونى.
نسأله الل ان يغفر له ويرحمه ويتقبل منه.